عبد الجليل معروف يصدر سلسلة لتكوين أساتذة العلوم
اغتنت المكتبة التربوية الوطنية
بإصدار موسوعي عبارة عن سلسلة من 11 جزء للتكوين في المجال الديداكتيكي والمهني
لأساتذة/ات العلوم. وقد اختار المؤلف إصدار هذه السلسلة وعيا منه بأهمية تدريس
العلوم في المدرسة المغربية وآثاره الإيجابية على تزويد المجتمع بأطر ذات تكوين
علمي رصين. كما اعتبر أن التكوين يعد مدخلا رئيسا لتجويد العملية التعلمية من عدة
زوايا أهمها الإسهام في نجاعة الإصلاحات في المدرسة المغربية والتي دخلت عقدها الثالث
دون أن تظهر قطائع ذات أهمية على مستوى الأداء والدليل التقويمات الوطنية والدولية
التي تشير إلى التدني المستمر لمؤشرات الجودة والأداء. وتجدر الإشارة أن الإصدار
المنشور حديثا أتى في وقت فتحت فيها أوراش التجديد التربوي على مستوى مناهج السلك
الثانوي بغرض إعادة النظر في المقررات الدراسية والكتب المدرسية مما سوف يفرض
تغييرا في طرق تناول درس العلوم في الفصل الدراسي المستقبلي. وقد اختار المؤلف
لسلسلته عنوان فرعيا موجها «نحو مقاربة ديداكتيكية جديدة» مما جعله
يبتكر مسارا
جديدا لتناول القضايا المطروحة فيه وهو العارف بأسرار التكوين العلمي
من عدة زوايا ووضعيات مهنية ومن مواقع مختلفة من المسؤولية. يتوزع المشروع على 11
جزء:
·
الأول: يتناول بناء
العلوم انطلاقا من تصورات المتعلمين/ات ومعالجة الخطأ ضمن سيرورة التعلم؛
·
الثاني: يعالج التحولات
المفهومية لدى المتعلمين/ات بناء على تدخلات تربوية ناجعة؛
·
الثالث: يبرز أهمية
مفهوم النمذجة في تدريس العلوم وآثاره الإيجابية على التعلم والتدريس؛
·
الرابع: يتوقف عند مختلف
المقاربات البيداغوجية وخاصة التعليم الصريح ونهج التقصي؛
·
الخامس: يستكشف مفهوم
العقد الديداكتيكي وآثاره على عمليات بناء الدرس العلمي؛
·
السادس: يكشف أسرار آلية
النقل الديداكتكي التي تمكن من تحويل المعرفة نحو الفصل الدراسي؛
·
السابع: يوضح أهمية
التخطيط التربوي النسقي وانعكاساته على التعلمات الفعلية؛
·
الثامن: يبني مسارا
موفقا مع تدبير التعلمات ويضع بين يدي المدرس/ة أدوات مهيكلة لفعل التعلم؛
·
التاسع: ينفتح على كيفيا
ومناهج استعمال التكنولوجيا الجديدة في تعليم وتعلم العلوم؛
·
العاشر: يعالج موضوعة
تكامل العلوم من أجل تآزر ابيستمولوجي قادر على تحسين التعلمات؛
·
الأخير: يقترح استراتيجيات
مجددة في مجال تكوين أستاذ/ة العلوم لمواجهة واقع الممارسة اليومية.
يبدو من خلال هذه
العناوين أن ذ. عبد الجليل معروف قد اختار الإحاطة بمختلف القضايا التي شغلته
كأستاذ مكون ثم كباحث في المجال، كما سمحت له ببسط مختلف المداخل التي سوف تساعد
على تكوين أستاذ/ة العلوم بعُدة رصينة. وقد وظف في هذا المؤلف منهجيات ومناولات
وتجارب وضعيات نابعة من الممارسة الصفية. كما استعان بموارد علمية تسير في اتجاه
دعم التكوين الأساس للمدرس/ة عبر دراسة حالات أو استراتيجيات لتدبير التعلمات مع
اقتراح حلول ومداخل مجربة في الميدان. وعلى مستوى البناء الهيكلي للدروس اقترحت
السلسلة منهجيات مجربة في وضعيات مختلفة وبعدد متنوعة من أجل اختبارها وكشف قدرتها
على رفع التحدي التكويني. ووعيا منه بصعوبة الورش فهو يقترح على طول هذه السلسلة
الانخراط في رتابات ناجحة تشتغل كنماذج في وضعيات متشابهة توفر على المدرس/ة
والمكون/ة جهد بناء وضعيات جديدة. كل ذلك من أجل تمكين المدرس/ة من آليات وأدوات
نظرية وعملية قابلة للنقل والتقاسم الأفقي والعمودي. وقد كتبت السلسلة بأسلوب مرن
أشبه بنقاش في ورشة للتكوين بعيدا عن لغة الأكاديمي المتعالية، كما عزز كل جزء من
السلسلة بتمارين تطبيقية وملاحق وأشكال توضيحية وإنتاجات المتعلمين/ات. إن قراءة
فاحصة لهذه الأجزاء توحي للمتتبع أن المؤلف اختار التحليق عاليا حول الموضوع
الرئيس وفي كل جزء/مرحلة ينزل تدريجيا نحو الميدان حتى وصل إلى المحطة الأخيرة وسط
الفصل الدراسي بكل حرارته وغليانه. يُذكر أن عبد الجليل معروف أستاذ للتعليم
العالي ساهم في تكون أجيال من المدرسين/ات بالمدرسة العليا بمراكش، كما كان مديرا
للمركز التربوي الجهوي بأسفي، وتقلد مسؤولية مديرية إقليمية. وساهم في عدة مشاريع
وطنية ودولية وأطرعشرات الندوات والشراكات وأدار مجلة الطرس المتخصصة في العلوم
والأبحاث.
المقال منشور على الرابط :
https://mehwarpresse.com/2025/01/23/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%84%d9%8a%d9%84-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%88%d9%81-%d9%8a%d8%b5%d8%af%d8%b1-%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d8%b3%d8%a7/