عبد الرحيم الضاقية
في الوقت الذي تعمل فيه المدن على الاستثمار في النظافة كعنصر جذب
للاستثمار من كل الأنواع ، يسترعي الانتباه بعض ممارسات شركات التدبير المفوض التي
يوقع معها المسؤولون/ات على الشأن المحلي بالمدينة الحمراء عقودا بملايين الدراهم
من المال العام تؤطرها دفاتر تحملات من الطراز الرفيع ، لكن على الورق فقط أما واقع
الحال فأمر آخر . وقد شهدت المدينة التي تعد ، الوجهة السياحية رقم واحد وطنيا
والتي يراهن عليها في مشروع رؤية 2020 ، كارثة بيئية خلال الصيف عندما تخلت إحدى
الشركات عن مهامها في جمع النفايات فغرقت المدينة وضيوفها في القذارة لمدة تزيد عن
3 أشهر. ويبدو أن الشركات الجديدة التي دخلت الميدان خلال الأيام القليلة الماضية
قد خففت من وطأة الأمر خصوصا وأنها وظفت آليات وتقنيات متطورة لرصد البؤر السوداء
وبدأ الأثر الايجابي ملحوظا في مجال عملها وهو شيئ محمود ويستحق التنويه.وقد لاحظ
المواطنون المهنية التي دبروا بها حملة عيد الأضحى حيث جندت فرق خاصة للتعامل مع
الزائد من النفايات خلال اليومين الصعبين . لكن إحدى الشركات القديمة في المدينة
لازالت تستهتر بمصالح وصحة المواطنين عبر استعمال آليات مهترئة وطرق غير صحية
لتنظيف الحاويات : حيث كانت في بداية اشتغالها توفر شاحنة خاصة تجمع الحاويات
المستعملة من أجل غسلها في مركز خاص بعيدا عن الساكنة ثم يعاد توزيعها . أما الآن ،
ومنذ مدة ، فقد تفتق خيال مدبري الشركة على تخصيص شاحنة صهريج ومقطورة مفتوحة يشرف
عليها عمال يطوفون بمجال اشتغالها ويتكلفون بغسل الحاويات في الشارع العمومي حيث
يتناثر الماء القدر على المارة وتلاميذ المدارس والمقاهي والمساجد والمصلين الذين
تنجس ملابسهم ( الصورة ) في منظر مقزز ولا يمت للنظافة والأخلاق العامة بصلة .وحتى
العمال يتعرضون للقذارة دون حماية مما قد يعرض صحتهم للخطر. يتم هذا على مرأى ومسمع
السلطة الوصية والمنتخبين /ات الذين يتغاضون عن إيقاف هذه المهزلة البيئية ،
والجريمة الصحية في في حق المواطنين /ات الذين يؤدون الثمن مرتين : الأولى كضرائب
على النظافة ، والثانية من صحتهم وصحة أبنائهم . نتمنى أن تتوقف هذه الممارسات التي
تخدش سمعة المدينة والوطن بأكمله ، بالتفاتة بسيطة من المسؤولين/ات .