عبد الرحيم الضاقية
احتفل العالم هذه الأيام ياليوم العالمي للأشخاص المسنين ، وفي هذا
السياق احتفل المغرب بهذه الفئة في ظرفية خاصة تتمثل في إجراء الإحصاء العام للسكان
والسكنى الذي انتهى يوم 20 شتنبر 2014 ، والذي سوف يؤكد لامحالة التحول الديموغرافي
في المغرب باحتلال هذه الفئة حيزا مهما لعدة عوامل مساعدة في ارتفاع أمد الحياة .
وقد اختارت وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية شعار
((النّاسْ لْكْبَارْ كْنزْ فْكُلّ دار)) لإعطاء انطلاقة النسخة
الثانية من الحملة الوطنية لحماية الأشخاص المسنين، التي تتزامن مع اليوم العالمي
لهذه الفئة،و في هذا السياق صرحت الوزيرة المكلفة بالقطاع بضرورة “التّحسيس بأهمية
النهوض بحقوق الأشخاص المسنين، وترسيخ ثقافة التكافل والتضامن بين
الأجيال”“.
وقد هيمن على حملة هذه السنة ترقب إحداث المرصد الوطني للأشخاص المسنين،
الذي تصفه الوزيرة بـ”الاختيار الاستراتيجي” الهادف إلى معرفة واقع المسنين بالمغرب
وآفاقهم المستقبلية، عبر تجميع المعلومات والمعطيات حول هذه الشريحة، وتحديد مؤشرات
دورية تمكن من تتبع وتحليل ذلك الواقع.وفي المقابل يعيش عدد كبير من المسنين أوضاعا
مزرية لاتعكس حتى الجزء اليسير من الشعار المرفوع وما بالك بالبرامج . وفي هذا
السياق نرصد نموذجا لرجل مسن قذفت به الأقدار الى حديقة مسجد النصر بالحي الصناعي
سيدي يوسف بن على بمراكش حيث حل بالحديقة المقابلة للمسجد منذ شهرين تقريبا . يفترش
هذا الكهل الأرض ويتغطى بالسماء ويقضي حاجاته الطبيعية قرب مكان نومه، ويطهي طعامه
بطريقة بدائية عبر إشعال النار في الأعواد التي يجمع من الحي الصناعي تحيط به
القاذورات والكلاب الضالة . ويبدو من خلال من تحدثوا له انه منحدر من مدينة العيون
وذكر لهم أن له أسرة وأطفال . كما أنه يتحدث العربية والفرنسية والحسانية ويطالع
الكتب وفي كامل قواه العقلية. وقد أزعج كثيرا السكان المحيطين مما جعلهم يخبرون
السلطة في شخص القائد . لكن يبدو أن الأمر باق على حاله . كما أن مئات المصلين
يمرون عليه صباح مساء دون أن تتحرك الجهات المسؤولة لحل مشاكله والالتفات الى حالته
خصوصا والجميع أمام عيد الأضحى وموسم البرد والشتاء على الأبواب يعلم الله كيف
سيواجهه .هذه صورة صارخة عن واقع يفضح اللقاءات والتوقيعات والاحتفالات تحت شعارات
مكتوبة ببنط غليظ . فإذا كانت فعلا الوزارة صادقة في شعاراتها فالمرجو الالتفات إلى
مئات من الحالات مثل هذه .