عبد الرحيم الضاقية
شهدت غرفة الصناعة
والتجارة والخدمات بمراكش يوم الخميس 18 أبريل 2019 ندوة ومناقشة أطرها الخبير
الوطني في الحكامة الدكتور عبد الحق الحياني حول موضوع “الحكامة في المنظومة
التربوية” وقد جاء هذا النشاط بمبادرة من مركز الشباب المسير والمدرسة الكبرى
للتجارة.
واستهل النشاط
بكلمة ترحيبية لحسن فنين الذي رحب بالخبير الوطني وعدد خصاله العلمية
وتجربته المتعددة على الصعيدين الوطني والدولي. كما ذكر بأن النقاش حول المدرسة هو
هم وطني جماعي يتقاسمه المغاربة، ولفت الانتباه أن هذا النقاش رغم تشعبه فهو غني،
إلا أنه غير منظم وتتم معالجته بمداخل غير متخصصة أحيانا. وأعطيت الكلمة للسيد عبد
الحق صبري رئيس المركز الشريك الذي أكد على حيوية النقاش حول المنظومة التربوية
باعتباره يهم مستقبل الشباب المغربي.
وأخذ الكلمة
الأستاذ عبد العزيز السيدي عن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الذي أطر
الموضوع من خلال مدخل الهاجس الوطني وضرورة نهج مقاربة تشاركية في معالجته
باستحضار للرؤية الاستراتيجية ورغبات وانتظارات المجتمع بكل فئاته.
ثم أعطيت
الكلمة عبد الحق الحياني الذي انطلق من خلاصات وتشخيصات وطنية ودولية وكذا
من البحوث التي أنجزها في إطار مؤلفه الجديد حول الموضوع. وخرج بمجموعة من
المفارقات التي تبين من جهة المجهود الوطني الكبير الذي يبذله المغرب لإصلاح
المنظومة والرقي بها (4 إلى 6% من الناتج الداخلي الخام) والنتائج الهزيلة التي
تضع المغرب في صفوف خلفية من خلال الدراسات الدولية والوطنية من جهة أخرى.
ووضع الأصبع على
عدد من الاختلالات من قبيل مستوى وجودة التعلمات والهدر المدرسي وانخفاض “أمد
الحياة المدرسية” الذي يوجد في حدود 4.4 سنة مع أن 75% من الدول تتجاوز 6 سنوات من
أصل 12 سنة مما يؤشر على أن المغرب بدأ يدخل إلى منطقة الهشاشة التربوية بفعل تراجع
عدد من المكتسبات. هذه المؤشرات الكمية والكيفية تجعل موضوع حكامة المنظومة أمرا
حتميا من أجل السهر على مسار ومصير “الدرهم التربوي” الوحدة المالية الموجهة
للمجهود التعليمي، مما يحتاج إلى التعامل مع المدرسة بمنظور مقاولاتي عبر مقاربة
نسقية تستحضر المتغيرات الاجتماعية والبشرية والتشاركية (أفقيا وعموديا)
وتضع في الحسبان أن هناك ضياعا كبيرا للزمن مع ضرورة، والوعي التام بأن
الكثير من الدول خاصة الإفريقية قادمة بقوة وسوف تتجاوزنا إذا بقينا بنفس المقاربة
التدبيرية لشأن المدرسة سواء على مستوى جودة التعلمات وكفايات الموارد البشرية
ونمط تدبيرها.
وبعد مداخلة الخبير
الوطني أعطيت الكلمة للحضور من مختلف الفئات المهتمة الذين غصت بهم القاعة، واتجهت
الأسئلة والمداخلات في اتجاه تفكيك المؤشرات التي قدمها الأستاذ المحاضر.
وفي الختام تم
تنظيم حفل توقيع كتاب “حكامة النظام التربوي المغربي والنجاح المدرسي للتلاميذ/ات”
باكورة إسهامه العلمي على مستوى الإصدار.
يذكر أن الأستاذ
الحياني دكتور دولة في حكامة الأنظمة التربوية ومهندس دولة وأستاذ بالسلك
العالي للمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات وخبير دولي لدى منظمة
اليونسكو.