![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhVfWR5xGeE6YaXWnxGLqQXW19Z9F8LxVUUWWqIx-5rTTylMXtdULp7274rlMqucMX9COnftoRAY-y6Yo9tySwx1G1bsKRK5TlsVMQP71ZyUBreCeP5V0bUSiZVaLBDhTvtu30KNZXLXVD-/s320/20171026_144347.jpg)
موقع المنار توداي..عبدالغاني لزرك استاذ باحث..31/10/2017/..
أصدر الباحث والمفتش التربوي عبد الرحيم
الضاقية سنة 2015، كتابا ذو أهمية في الحقل التربوي بعنوان" مسارات إصلاح
المدرسة"، جاء هذا الإنتاج نتيجة الأزمة التي يعيشها القطاع التعليمي ببلادنا
وبرامج الإصلاح المتعددة التي لم تعط لحد الآن ماكان مطلوب منها، فهذا الكتاب
بمثابة رؤية واستراتيجية جديدة في الحقل التربوي والتعليمي، اعتمد من خلالها
الباحث على الجهاز المفاهيمي المؤثث لمسارات إصلاح المدرسة، أي رؤية واضحة وخطة
سهلة التنفيذ، شرع فيها بتقديم يراهن خلاله على مسقبل تعليمي آمن، حيث استهل
المبحث الأول بالإصلاح التربوي خلفيات وحاجات ومجالات مركزا على اعتبار الإصلاح في
ميدان التربية والتكوين آلية تضمن الحياة للمنظومة، باعتبارها مفتوحة على أجيال
جديدة، مشيرا أن السياسات التعليمية الشمولية إن لم يشمل إصلاحها ورؤيتها الفصل
الدراسي والسبورة والكتاب المدرسي (الممارسة اليومية)، تبقى إصلاح فاشل منذ
البداية. فيما يخص المبحث الثاني تناول الباحث مفاهيم الإصلاح الجدوى والآليات
باعتبار أن الإصلاح التربوي ووثائقه يحتاج إلى عدة مفاهيم غنية مستندا إلى ما أعرب
عنه المفكر الدكتور عبد الله العروي في كتابه " مفهوم التاريخ" المغزى
الخفي للأحداث،وواضح أن الباحث عبد الرحيم الضاقية حاول تأصيل الجهاز المفاهيمي،
وتأسيس المفاهيم التربوية باعتبارها منطلق آليات الإصلاح، أما فيما يخص المبحث
الثالث عنونه بعنوان مداخل وعتبات، ويلاحظ من خلال عنوان المبحث أنه عنوان عام
وغير دقيق، مما يدل على أن الباحث تعمد وضعه بهذه الكيفية، نظرا لأن المفاهيم هي
كائنات نظرية يصعب التدقيق في الأدوات المنهجية التي أطرت هذه المقاربة
المفاهيمية، ثم ألح الباحث على ضرورة الاحتياط ورسم الحدود حتى لايتم السقوط في
لغة اليقينيات التي تؤدي غالبا إلى توقف قطار الإصلاح.
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjrQ1S1L0C7-ez8iGEMrL-rh3Kfw3t43u4_wyaqwoy2aTFZogZavc231NmdxFQ-3ArdeeN_miDduTEB3gnmHxCapldnYnDX9JxJe0ZfFYJXmWfuGpctgxrcGx-qR3h41HKLcwNDdztM-dDB/s640/20171030_204629.jpg)
وفي المبحث الرابع ركز الباحث على مسارات
الإصلاح من خلال سرد العديد من المفاهيم المؤسسة للشأن الإصلاحي (الجودة، الشراكة،
التدبير، التكوين، الشبكات، التواصل، المشروع الشخصي، الإيقاع المدرسي، البنايات
المدرسية، المواطنة، التقويم، القيم، الكفايات،الأخلاق، الحوار، المعارف الأساسية،
المدرس/ة، الدعم، الأنشطة الموازية، الترقية، الأكاديميات الجهوية للتربية
والتكوين/ اللامركزية واللاتركيز، إعادة الإنتشار، الروح النقدية،الإنصاف‘
التوجيه، المدرسة الجماعاتية، التربية غير النظامية، التأطير التربوي، اللغات،
الإمتحانات، المناهج، الكتب المدرسية، التفوق، تيكنولوجيا الإعلام والإتصال،
المشاريع، العرض التربوي،الحكامة، التدبير المرتكز على النتائج، مدرسة الاحترام،
التخطيط، الإكتظاظ، الهدر المدرسي، التتبع الفردي للتلميذ/ة، مركز الإنصات
والوساطة وبيداغوجيا الإدماج، الحياة المدرسية، المنطقة التربوية،اللعب
البيداغوجي، الخريطة المدرسية، الإفتحاص، مجلس التدبير، التعليم الأولي،
المجزوءات، المنظمات غير الحكومية، التعليم الخصوصي، التجديد التربوي، التوثيق
التربوي).
وختم الباحث مؤلفه بمبحث خامس عنونه هكذا
"عتبات الخروج"، ويتضح من خلال العنوان أنه أمام هذا الكم الهائل من مسارات إصلاح المنظومة
التعليمية يصعب جدا إعطاؤها إستنتاجات محددة ودقيقة،واعتبر تلك العدة المفاهيمية
السالفة الذكر بمثابة تلك العينة الواضحة لمسارات الإصلاح.
ولامراء في ذلك أن الباحث بهذا الإنتاج قد
خلق مجددا جدالا فكريا في الوسط التربوي التعليمي ، داعيا الكل إلى الإنخراط في
التفكير الجدي والمعقول، ثم النهوض بالقطاع من أجل جودة فعل التعليم والتعلم،
بالإضافة إلى أنه حان الوقت كما جاء على لسان الباحث لكي يكون الإصلاح موضوع بحوث
موضوعاتية ووحدات للبحث في الجامعة والمراكز المتخصصة، واعتبار المدرسة هي المكان
الآمن.
وجزم الباحث جزما واضحا إلى أن الإصلاح
مادام يراهن على الخطابات والشعارات فلن يعطي نتائج ملموسة، كما أنه حان الوقت
لرفع الحصار عن قاعة الدرس والإجابة عن هموم المدرس/ة وأسئلته الحارقة، والكف عن
الحديث عنها بضمير الغائب.
ردود الأفعال:
|
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgNwj-UEX1F5nF9WxZ2sBXxZ-wuM2JRWRi0ixrpH82aSw1krk9PO2d_VgGVTK1FQw-JE7laxBVevDieAGybxKN1IddCSIViFUtr5rdnE1oPFPYuuFadXpOUjrqCjxGNSggd82FNGEgL4VtM/s640/20171030_204801.jpg)