الاثنين، 11 أبريل 2016

التعلم, المعرفة ضمن الشبكة من التراكم إلى التدفق





عبد الرحيم الضاقية

يؤكد الميثاق على نسخ  شبكات التربية و التكوين على مختلف الأصعدة . ولعل لهذه الدعوة ما يبررها خصوصا و أن القرن  21 هو قرن الشبكة بامتياز. فالشبكة تغطي, تربط , و تيسر الحركة ...... إنها تتيح الانتقال  من المكان إلى  اللا مكان من الواقعي إلى  الافتراضي , إنها وعاء الأوعية . وبهذا تصبح لها القدرة على تغيير نسق العلاقة بين الفرد و ذاته , بينه و بين الآخرين ثم بالمعرفة و شكل تلقيها ... فإلى أي حد يمكن الاستفادة من البنية الشبكية في التعليم والتعلم ؟ ثم ما الأدوات المنهجية قي شبك عناصر المنظومة التربوية؟


أولا – من الشبكة إلى التحليل الشبكي

1-  مفهوم الشبكة :
يحيل المفهوم المعجمي قي اللغة العربية على تداخل و خلط عناصر مستقلة . فشيك الأصابع يعني أدخل بعضها في بعض . و الشبكة آبار متقاربة مرتبطة قيما بينها من حيث مصدر الماء إذن ففي الشبكة الارتباط حاصل .(ابن منصور, اللسان 10, ص 446). أما قي اللأ)  )فالجذرRetis  يعني مجموعة خطوط متداخلة . هذه الدلالة تنسحب كذلك حتى على المستوى التداولي للمفهوم . حيث يمكن استعماله للتنصيص على التدفقات و الأماكن كشبكة المدن و شبكة الوكالات . أو للإحالة على البنية التحتية كالشبكة الطرقية  أو شبكات الهاتف أو التطهير أو السكك الحديدية . و يمكن للمفهوم أن يعبر عن شيكات غير مرئية كشبكة الأصدقاء , وشيكة الإرهاب أو الدعارة...حيث يصبح العالم كله عبارة عن شبكات متداخلة ومن لم يدخل في الشبكة فهو مقصي أو محاصر ..إذن فالشبكة مفهوم مفتوح له دلالات هندسية و حركية و نسقية    يستفيد من هذا التعدد من أجل اكتساب قوة  تحليلية تتيح له توسيع فضاء البحث و بناء جسور معرفية بين حقول معرفية كثيرة ابتداءا  من العلوم الدقيقة مرورا بالتواصل ووصولا إلى العلوم الاجتماعية (;1993,p102 (BAKIS   .
وتميز الأبحاث ما بين نوعين من الشبكات : من جهة شبكات أولية مثل الشبكات الشجرية أو الشعرية أو المتوازية و كلها عبارة  عن نسق يستمد مادته الأولية من جدر رئيسي ثم جذور فرعية . و هذا الشكل من الشبكة هو السائد حاليا في الإدارة حيث إن التواصل يسير بسرعتين فالأوامر الفوقية تصل بسرعة إلى القاعدة . لكن بالعكس فردات  الفعل القاعدية تعاني من صعوبات للوصول إلى مراكز القرار . فتنعت هذه الشبكة بالهرمية نظرا لوجود قمة واحدة.
ومن جهة أخرى هناك الجيل الجديد من الشبكات و هي الشبكات الخلوية و التي تتميز بتعدد مراكز القرار حيث يتم إصدار الأوامر من مراكز متعددة ويتم التفاعل على أكثر من مستوى وفي نفس الوقت .مما يؤدي إلى  السرعة قي الأداء و البساطة في الإجراءات زيادة على اختلاف طرق التواصل من مركز إلى آخر. مما يؤدي إلى اختزال الإرساليات في شكل تر ميزات متعارف عليها مما يفتح الباب على إبداع طرق ووسائل كثيرة للتواصل (BAKIS, 1993, p 118) . وقد اثبت تجربة بناء الهاتف النقال فاعلية هذا الشكل الجديد . مما جعل البحث يتجه حاليا إلى تعميم النسق الخلوي من الشبكة على الخدمات الاجتماعية مثل التعليم و الصحة ... لتجاوزها نسق القمة و القاعدة .


2 – التحليل الشبكي :

أصبحت الشبكة شيئا فشيئا أداة للتحليل حيث أصبح اللجوء إليها في مختلفي المقاربات العلمية و كذا ضمن العلوم الإنسانية . حيث بدأ مفهوم الشبكة يحتل المواقع التي كان إلى عهد قريب يحتلها مفهوم "البنية " أو "النسق" فأصبح مفهوم الشبكة يتيح إمكانيات أوسع ضمن العلوم الإنسانية ففي علم الاجتماع يتيح العلم الشبكي رصد علاقات الفرد مع الآخرين بطريقة تفاعلية و ليس بشكل تراتبي . أما الاقتصاد فقد استفاد من التحليل الشبكي عبر كل المتدخلين مقاولات , أسواق , يد عاملة  أسواق المال و الأسهم ..... في بنية واحدة. ونشهد حاليا دخول الشبكة إلى العلاقات الدولية عبر تجاوز مفهوم الكيان جغرافيا. أما دراسة المجال فتستغل التحليل الشبكي في ربط المكان بالظاهرة الاجتماعية حيث  ثم تجاوز التحليل الجغرافي القديم المعتمد على مقابلة المجال الريفي بالمجال الحضري .
إذن فالأداة التحليلية التي تتيحها الشبكة يمنح الإمكانات التالية:
§       الانتقال من نظرة سكوتية أو ثنائية إلى التركيز على التفاعل بين مختلف العناصر عبر مفاهيم التدفق , التنسيق ,الصيرورة...
§       الإقلاع عن مقابلة المقاربة الحتمية بالمقاربة الشخصية .
§       إعطاء الأهمية لكل العناصر المتدخلة في الظاهرة دون اعتبار بعضها رئيسي و الأخر ثانويAllemand,2000,p23) ) .
      

وتمنحنا الأحداث الجارية خاصة بعد 11 شنبر نموذجا لقوة التنظيم الشبكي في الإيقاع بأعني قوة في العالم , وذلك لأن الأول له بنية شبكية خلوية يتجاوزها المكان والدولة والحدود وحتى الزمن , والثانية لها بنية هرمية  تقليدية متراتبة . ادن فالشبكة نموذج مبني على استعارة مفتوحة تساعد الحقول المغربية التي تتبنها على ابتداع مفاهيم جديدة وأدوات أخرى للتحليل تدخل ضمن الشبكة مما يعطي فاعلية أقوى لأدواتها  المنهجي   بفعل توسيع الشبكة ذاتها .

ثانيا : التربية والتعلم ضمن الشبكة


بني نسق التعليم في بداياته الأولى على مبدأ نقل  المعارف ضمن أولية متراتبة حسب تجارب الشعوب . إلا أن التصور التكنولوجي أدخل عناصر جديدة للمعادلة مما جعل مركز القرار ومصادر المعرفة تتعدد . هنا بدأت بوادر تكون شبكة إلى أن اصبح عنصر واحد  عاجز عن احتواء المنظومة . وكانت نهاية القرن 20 هي بداية التحول  الكبير عبر دخول تكنولوجيا الإعلام و الاتصال إلى الحياة  العامة ومنها إلى الفصول الدراسية .
 كانت إلى عهد قريب الخزينة المملوءة بالكتب والمصادر هي مكان المعرفة وكل باحث يتنقل إليها من أجل الاستفادة من معانيها لكن الآن  نشهد ما سماه أحد الباحثين Cinéhieque أي "خزانة  الحركة "  حيث انقلبت المعطيات فالمتحرك أصبح تابتا  و العكس147) (Seres.1996.p هذا الواقع لن يمر دون أثر على المعرفة واكتسابها  ولذلك نجد أن أهم رهان يجب كسبه هو وضع  تكنولوجيا الإعلام والاتصال في خدمة نشر المعرفة والمهارات . حيث أن هذه الوسيلة قادرة على قلب معادلة التعليم عن بعد إلى التعليم بدون بعد .فهذا  البعد في بعض الأحيان يساعد على ظهور تباينات بين من هم  قادرون على تجاوز هذا البعد بالوسائل المادية . والآخرون الغير قادرون على  تجاوزه . كالانتقال مثلا من البعد الأصلي للدراسة في بلدان الشمال مما يساهم في هجرة الأدمغة  وتأييد التخلف (Bindé.2000.p8)
هذه المعطيات لابد أن تطرح الأسئلة على منظومتها التعليمية فإذا كان الميثاق يحث صراحة على التبني التدريجي للتكنولوجيا التربوية , بصراحة أو بطريقة ضمنية عند الحديث عن الوسائط التعليمية أو الجودة أو التحديد التربوي إلا أن الواقع يشير إلى نوع من الإنتظارية الناتجة أولا عن عدم تحيين  البرامج والمناهج وكذ ا لعدم مواكبة النوايا بتكوين الفاعلين في هذا الميدان مما يجعل المجهود  المبذول حاليا للتجهيز التدريجي للمؤسسات يذهب سدا لأن  التجهيزات تتعرض للتلف بسرعة لعدم وجود تكوين مسبق للمستعملين زيادة على الاستعمالات الشخصية للبعض .. أمام هذه الصورة نجد صورة مخالفة في .التعليم الخاص الذي يبني الإعلاميات كمادة للاستئناس المبكر وهذا من شأنه تقوية الهوة بين تعليمين ثم بين مواطنين مما يضرب مبدأ تكافؤ الفرص  في الصميم .
لكن عند التأمل الفاحص نجد أنه لامناص من تبني الحاسوب كوسيلة تعلمية حيث أنه يمكن من اختزال الكتب المدرسية والوسائط الأخرى (خرائط – نصوص ...) كما أن التلميذ يمكنه الوصول إلى معلومات جديدة . وتساعد تقنيات معالجة النصوص على الاختزال والنسخ  والإرسال .. ويصبح الأستاذ ماهر ليس بمعارفه في المادة الدراسية  بل ماهرا في الإشراف والتوجيه والمتابعة والتدبير . وتصبح منهجيته الإدارة والتدبير  والتوجيه هي السائدة بدل الحفظ  والتخزين ( بنطو.2001)  . بهذا الشكل تنتقي ثنائية مدرسة المركز   ومدرسة المحيط بفعل تدبير التدفق وتشير التجارب إلى أن مدارس  وثانويات المحيط الجغرافي هي التي تحتل مراكز الشبكة العالمية حيث نجدها حاضرة  في منتديات الجوار التربوي وإبداع التجارب ونشرها  عبر الشبكة .. وعلى هذا الأساس يمكن فهم مبادرة إدارة البريد الفرنسي التي منحت إمكانية الحصول على عنوان إلكتروني لحوالي 12 مليون متمدرس مما يساهم في ربطهم بالشبكة ودعوتهم  للمشاركة فيها . تتضح  الرؤيا أكثر إذا عرفنا أن أغلبية المدرسين مرتبطين  بالشبكة مما يجعل الدرس  مستمرا على الشبكة بعد انتهائه  في الفصول الدراسية لتبادل الآراء و الخبرات (Lajus.2000.p61)ألان هذا الاتجاه  نحو الشبكة لابد وأن يصاحبه  طرح المزيد من الأسئلة التي قد تجعل التعامل معه يكتسي طابع الموضوعية ويرتقي عن الإنهبارية . ويمكن اختزال هذه الملاحظات في الآتي:  
  أ-  لا مناص من وضع حدود فاصلة بين الإعلاميات كمادة دراسية و الحاسوب كأداة للتعلم . لأن  المعرفة التقنية    ضرورية لإتاحة الفرصة للاستعمال الأمثل لهذه الأداة.
  ب- أن شكل التعلم البنكي الحالي ذو المصدر الواحد والوحيد قد عمر طويلا ، وأنتج  سلوكات وعلاقات و تمثلات معينة لابد من إعادة النظر فيها للإقلاع بالعلمية  التعليمية من مفهوم  التخزين إلى بناء نسق يدوم التدفق عبر حركة نقل إنسانية للمعلومات . فحركة نقل البضاعة اليوم أهم بكثير من عملية تخزينها  (Bindé.2000.p13)
     ج- رغم أن أغلب الدارسات تؤكد على أن التعلم ضمن الشبكة يسير نحو تخفيض كلفة التربية  والتعلم  بنسب متفاوتة عبر مفهوم "النقل الجماعي " Charter Schools   ( Serres ,1996,p152)  فان الوضع الاقتصادي لا يتلاءم  مع المستوى المعيشي فجهاز الحاسوب عادي في المغرب يساوي حولي أجرة ثلاث أشهر لشخص يتقاضى الحد الأدنى للأجور , بالإضافة إلى ارتفاع فاتورة الارتباط بالشبكة العالمية لأننا نعتبرها ترفا  وليس  ضرورة .
د- أن الشبكة العالمية لازالت تحوم حولها شكوك ، مشروعة ، مادام الولوج إلى آلياتها تحكمه الانتقائية فتصبح أسئلة من قبيل من يتحكم في الشبكة ؟  هل الشبكة محايدة ، موضوعية ؟ ويرى البعض أن مفهوم الشبكة تحتوى على فكرة تحكمية مراقبا تية. بمفهوم  المراقبة الاجتماعية أي أن " السلطة " في يد من يراقب الشبكة والذي يمارس ما يسمى "الاغتصاب الحماعي "عبر المواقع و القنوات التي أصبحت الشبكة  من أهم مصادر موادها  (BAKIS. 1993.p111) .

ثالثا : من الشبكـة إلى الشبكـات :

لا أحد يجادل في ترابط عناصر المنظومة  التربوية , لكن الواقع يشير إلى تشردم واضح حيث يظهر أن مكونات المنظومة كل واحدة تسبح في عالمها دون أدنى رباط . زاد من ذلك التقسيمات المتتالية للكيانات التربوية والجغرافية.. وكان من نتائج ذلك البطئ في الإنجاز  والتعقد الإداري وصعوبة إحداث إصلاحات وتغيرات ضمنها . زيادة على  تماثل أنساقها مما يعطل من الجهود المبذولة للإصلاح . وهنا يمكن اقتراح بناء المنظومة على نسق شبكي يستطيع  تجاوز  العراقيل المذكورة على المستوى  المادة الدراسية والمشاريع  التربوية ثم على المستوى   البنية المؤسسية .

1 – من مواد دراسية إلى شبكة للمواد :

 يمكن مقاربة الموضوع   من مستويين أولهما ربط المواد بعضها ببعض  على شكل  شبكة  متناظمة . ثم تركيب  هذه  النظيمة على شبكة الشبكات . من أجل توسيع الأفق حيث أن تفاعل المقاربتين تستفيد المارة الدراسية ككيان منظور وكذا المتعلم الذي سيغير علاقته بها . تشير الحالة  الراهنة للمواد الدراسية إلى خطيتها الزمنية والمكانية  ونشيظها حيث أن كل مقرر دراسي يبدأ  من حيث شاء  وينتهي  حيث شاء  دون ربط بما سبق  وما سيأتي . مما  جعل  بنية التعليم تروم التراكم الغير المنظم واستبعاد إستراتيجيا المعرفة  وطرح  الاشكالات , من هنا ضرورة بناء  المواد بطريقة شبكية  تستحضر إعادة التركيب على الأقل لثلاثة أسباب :

أ -  التطورات التي حدتت في المدرسة ومن حيث علاقة المواد ببعضها                                .                                                        

ب-  النقاش الإبستمولوجي الداخلي للمواد والتيارات  التي تعبرها ومدى تأثير ذلك    على المعرفة الصالحة ثم  المعرفة المدرسية .
ج‌-     التقارب الحاصل في البينات الكبرى للمعرفة  وضرورة تعدد المقاربات من أجل مواجهة إشكالية واحدة سواء في المدرسة الجامعة ـأو  في الحياة  العامة .(Bluteau.2001p57)
  وتقترح الدارسات في هذا المجال إستراتيجيات متعددة لتقاطع المواد انطلاقا من  مركز اهتمام  تلميذ أ و مجموعة تلاميذ  مما  أفرز  ما يسمى بالأعمال  المتقاطعة Taches croisées
 مجموعة من تلاميذ مهتمة أكتر بالرياضة يمكن ربط المادة بمادة العلوم الطبيعية والفيزياء ثم الرياضيات .. إضافة إلى التمارين العادية . من ثم تصبح التربية البدنية مركز تقاطع مواد أخرى .
كما يمكن استثمار بعض الأعمال الجماعية في إبراز تقاطع المواد كجريدة القسم أو المؤسسة أو إجراء تحقيقات أو بحوث (Paumelle ,2000.p51 )
أما مستوى شبكة الشبكات فبالإضافة إلى الإمكانات المعروفة نجدها تمثل نموذجا واضحا لنظم مجموعة من المعارف والمهارات ويمكن تلخيص ذلك النقط التالية :
  * أن الشبكة تساهم في فتح النوافذ  Windows  على معارف أخرى وعلى لغات أخرى حيث تستعمل اللغة البصرية , واللغة الشفوية , ولغة المسموع  Audio  , ثم اللغة الكتابية في نفس الوقت . وكل مبحر في الشبكة لابد له من استعمال هذه اللغات بشكل متزامن وبإتقان  يتيح له التواصل مع الآخر .
  * أن موضوع واحد على موقع من المواقع يعتبر عدة مواد دراسية في النفس الوقت مثلا  وثائقي  حول حيوان غزال الرنة . يعالج  الموضوع بلغة لها قواعدها ثم يبحر بك عبر الجغرافيا , التاريخ , البيولوجيا ,  علم النبات , علم الورثة , علم التربة ..... بدون أن تشعر بالتحولات لأن بناء المعرفة واحد '(Houlon .1996.76 (
  * إن قاعة الدرس المغلقة على مدرس واحد ومجموعة قسم أصبحت  بفضل الشبكة مفتوحة على العالم فأصبح الحديث عن الدرس على الهواء  حيث يقوم المدرس بتحضير درسه ووضعه على الشبكة ثم يمكن لأي كان أن يتدخل من أجل التعديل أو النقاش سواء في نفس الوقت أو بعد الإنجاز . مما يجعل المادة الدراسية مفتوحة على العالم ومن أهم المواقع المتخصصة في ذلك wwwlotus.com/leaming.space. Nsf  .faeber.2000,p27).)
  إذن فالاشتغال على المادة الدراسية مند الآن لابد أن يأخذ بعين الاعتبار المقاربة الشبكية على المستوى النمو الداخلي للمواد ثم على المستوى شبك الحوامل والوسائط
2 – شبكـــة المشــاريـــــع
تعتمد بيداغوجيا المشروع على بناء  مشروع تعلم يروم إعادة تنظيم المعرفة بالشكل الذي يراه واضع المشروع  متساوقا مع استعداد ته ومركز اهتمامه ثم نظرته للمستقبل . وهي بيداغوجيا  تعاقديه انتشرت في الغرب منذ نهاية السبعينات وقد تبناها الميثاق الوطني للتربية والتكوين (بند 68 و101 )لا نضاج الوعي بالملكات الذاتية , ثم للتوجيه الذاتي نحو الحياة العملية .
ونظرا لأهمية المقاربة الشبكية اتجهت الأبحاث إلى ربط هذه المشاريع  بعضها ببعض بعد تقويم المرحلة  الأولى من تبينها وظهور أن العمل ضمن المشروع مفيد لكن شبك المشاريع سيساهم في وضع آليات متقدمة لتطويرها منهجيا أي على مستوى المهارة , وكذا معرفيا على المستوى المضامين – وقد ثم بناء هذه العدة من خلال توزيع المسؤولية على الفاعلين المباشرين :
 بالنسبة للتلميذ : يبني مشروع حسب ثمثلاثه  وماهيته لا عطاء معنى / اتجاه Sens  لفعل التعلم , وذلك عبر تفكيك المشروع إلى أسئلة ومهام وأهداف .
 بالنسبة للدرس:  أن يكون عمله أصلا عبارة عن مشروع ديداكتيكي ومعرفي يروم خلق بنية استقبال لمشاريع التلاميذ . تحتوي  على اقتراحات ومشاغل لترميم المشاريع المحتاجة لذلك وكذا مستودع تجارب فاشلة أو ناجحة لإعطاء النموذج وضده في نفس الوقت – (lestage.1997.p79)
ويجب الإشارة هنا إلى أنه ليست هناك وصفة جاهزة وواحدة لهذا النموذج الشبكي فالفاعلون قادرون على التعديل والبحث عن إمكانيات وضع المواد والمعارف على شكل مشاريع ثم شبكها بعد ذلك . مع البحث عن ارتباطات واسعة بين المشاريع  المعلنة   والمضمرة لفتح المشاريع على إمكانيات التعديل وتدبير المقاومات الداخلية  والخارجية .
3- شبـــــكـــــــة المؤسســـــــــــات :
عند التأمل في الامتداد المكان للمؤسسات التعليمية على خريطة الوطن تكتشف حقيقة أن الشبكة المؤسسة الدراسية تغطي التراب الوطني بشكل شبه كلي, حيث لا توجد أية إدارة أو مؤسسة تسجل هذا الحضور بما فيها الإدارة الترابية . إلا أن سياسة التهميش  الإدارية هي التي تحول دون الاستفادة من هذه الشبكة الكثيفة على كثير من الأصعدة ..
لكن الإرادة المعبر عنها في إصلاح التعليم  والمشتقة  من طلب  اجتماعي قوي ناتج عن التغيرات الحاصلة في جسم المجتمع المغربي المندمج في التحولات العالمية  العالمية  والتي تؤثر مباشرة على سوق الشغل ثم التكوين والمدرسة . تفرض ‘إعادة النظر في العلاقات داخل منظومة المؤسسات عبر إعادة شبكها من أجل المزيد من الفاعلية والبساطة والسرعة في الأدلاء والتواصل الفعال .
وقد أشار الميثاق في أكثر من  موقع إلى ضرورة بناء شبكات للتربية والتكوين على الصعيدين المحلي و الجهوي
 (بند 41)  ضمن نظرة تنسيقية  وتكاملية على مستوى أنماط التكوين . كما ثم تصور الشبكات في إطار اللاتركيز على المستوى الجهة والإقليم  والبلدة (الدعامة 15) . وقد ذهبت الأبحاث  في هذا المجال إلى البناء شبكات متجانسة فرعية تواجه نفس المشاكل البيئة أو الاقتصادية المرتبطة بالجهة أو الإقليم أو التي يمكن أن تتجاوز المنظومة المساحية . كشبك مؤسسات ضواحي المدن أو مؤسسات المناطق الفلاحية ذات الإنتاج الموسمي أو المناطق الجبلية الوعرة . مما يتيح تبادل التجارب على مستوى مجالي متقارب أو مستوى  القضايا المتقاربة . (Baki 1993.p120)
 وبناء على الواقع الملاحظ نرى أن الثانوية هي المؤسسة المؤهلة أكثر لكي تلعب دور نواة الشبكة حيث أنها تقع في الوسط البنية وأنها تستشهد حركة توجيه مكثفة حيث تلعب دور الموزع إلى الأعلى أوالى الأسفل . ويمكن اقتراح الشبكة التالية :

 













Zone de Texte: مراكز التكويـن المهني
 الــــمدرســـة الابتدائــيـــــة  
 
المــــدارس العتيقــــة  
 














 ومن خلال ذلك نتصور شبكة مكونة من خلال حوالي 600 نواة أي ثانوية تتحكم في كل المنظومة على الشكل شبكة خلوية مترابطة على تنسيق رؤيا محددة من خلال خصوصيات الواقع عبر فتح الطريق لحركة تدفق للمعلومات والمعطيات والقرارات عبر مجلس يوحد كل هذه العناصر على شكل روافد . تلكم كانت بعض التساؤلات المفتوحة حمل مفهوم الشبكة علها تفتح نقاشا واسعا ضمن النقاشات المصاحبة لورش إصلاح التعليم . واعتبار الوعي بالشبكة أو الجزء من ثقافة الشبكة التي تعترض الوعي  بالذات ضمن شبكة يوجد فيها الآخرون ومنحهم مكانا مساويا للذات وهذه بوابة أساسية لتغبير العلاقات بالمعرفة ثم بالآخر
(*) مفتش التعليم الثانوي -  أسفي










المـــــــــــراجـــــــــــــــــع



¨   الميثاق الوطني للتربية والتكوين
¨   ابن منظور , دت, لسان العرب , دار الفكر , بيروت .
¨    محمد ينضو " التعليم بالكمبيوتر بوابة العبور إلى المستقبل " إ. الاشتراكي العدد 6454/01.4.12
¨   Bakis . h, 1993 ;les Reseaux  et leurs eujeux souiaux ; PUF
¨   Alemand ; s, «  les Reseaux : Houvau  vegaret , nouveaux modeles » In Sciens  humaines  H : 104- Avril 2000
¨    Boluteau, F, « l’évolution des disciplines »- le monde  de l’éducation n° 283.
¨   Bindé ; J, « l’éducation  xxi  siècle » In Fuhiribles - Fer 2000
¨   Faeber ; R ; « des réseaux comme levier » cahiers Pédagogiques N° 385 – 2000
¨   Houlon – T ,J ,1996, Enseigner à l’heure des nouveaux medais ; magnard..
¨   Lajus –8 , A et all , 1997,. « Nouvelles technologies : Reel espoir … » le  M de l’education  N° 283.
¨   Lestage, A et all , 1997 , Réseaux de projet et Reussite scolaire , Nathan
¨   Pantanella,R, « un dispositif a croisement multiple » In  c. Peeda N° 385
¨   Serres , M, 1997,   ATLAS , Julliard.                  


















 




;