http://kechpresse.com/details/5413#.X3ReNUGbP3I.whatsapp
تقديم :
على مر العصور كانت الأزمات والصعوبات ذات أبعاد وخيمة على المجتمعات لكن لها وجه آخر يتمثل في أنه خلالها تم تعديل الكثير من الممارسات السابقة وتفتق العقل البشري على إبداعات واختراعات كبيرة . نفس السيناريو نعيشه اليوم في ظل هذه الأزمة الصحية حيث كانت المدرسة من بين المؤسسات التي تلقت أولى شظايا الجائحة باتخاذ القرار الصعب بتوقيفها عن الأداء مما وأد الحياة داخلها.مما كان له أثر وخيم على المجتمع لأن المدرسة هي تلك العين التي يتطلع بها نحو المستقبل . وقد أدت التطورات الوبائية إلى التفكير في إعادة الحياة لهذا الجسد الحيوي حفاظا على مستقبل المجتمع . وفي هذا الصدد بنيت سيناريوهات متعددة للرجوع إلى صفوف الدراسة أفرزت ثلاث أنماط من التعليم: ألأول راهن على التعليم عن بعد والثاني يراهن على تعليم حضوري عادي والثالث كان جسرا بينهما يتيح الحضوري ويحترم الإجراءات الصحية مما جعله تعليما تناوبيا مندمجا . وفي هذه البطاقة المنهجية عرضنا الأنماط الثلاث من خلال التوصيف أي التعريف العملي دون الإطناب في نظريات التعلم ، ثم حددنا شروطا لتفعيل كل نمط على حدة ، ثم مررنا إلى الجانب الإجرائي العملي الذي طبقناه على درس للاجتماعيات في الأسلاك التعليمية الثلاث ( ابتدائي – إعدادي - تأهيلي )مع ترك الباب مفتوحا من أجل الاشتغال بنفس الموجهات في المواد الدراسية الأخرى حسب التخصص ، وأخيرا رصدنا المخرجات الممكنة التي يمكن أن نجنيها من هذا التجديد التربوي الذي فرضته ظروف صعبة على الجميع راجين أن تكون هذه البطاقة وسيلة لفتح نقاش مع/بين المواد الدراسية الأخرى من اجل إغناء المقاربات وتطوير الأداء الصفي من للتأقلم مع كل الطوارئ .
التعلم الذاتي | التعليم الحضوري
| التعليم عن بعد |
التوصيف
| ||
وهو نمط لا يخضع للمؤسسة من الناحية التنظيمية رغم أنه يمكن أن يكون مؤطرا من قبلها ، ويتمثل في الاشتغال الذاتي على موضوع التعلم عبر آليات مختلفة أهمها البحث – التقصي – المطالعة – التصفح الالكتروني.. . وفي هذا السياق يعد هذا النمط جسرا حقيقيا بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد حيث يتيح ملأ الفراغات التي يتركها الشكلان معا للوصول إلى الأهداف المسطرة من طرف المنهاج وتخلف مقارباته حسب الخلفيات المتحكمة فيه حيت يمكن الحديث عن التعلم الذاتي Auto apprentissage والتعليم الذاتي Auto enseignement وكذلك التدريس الذاتي autodidaxie . ويمكن ممارسته في أي مكان : داخل المؤسسة (المكتبة المدرسية ..) أو خارجها في المنزل أو في مؤسسات البحث والمراكز الثقافية وفي هذه الظرفية يتخذ طابعا استكشافيا يستبق موضوع التعلم لضرورات وظيفية وإجرائية . |
يتمثل التعليم الحضوري في الوضعية المتعارف عليها : حين يتواجد التلاميذ/ات والأستاذ/ة في مؤسسة تعليمية ضمن حجرة دراسية ، وهي خاضعة لضوابط تنظيمية يؤطرها استعمال زمن رسمي . ويتميز هذا النمط بالتفاعل الحقيقي بين أطراف المثلث الديداكتيكي ( متعلم/ة – معرفة – مدرس/ة) عبر الحضور الجسدي لمختلف الأطراف . وتتميز هذه الوضعية بالتواصل المكثف ( لفظي – جسدي – لا لغوي ..) والاحتكاك الحقيقي مما يحقق أهداف المدرسة في التنشئة الاجتماعية ونقل التجربة والنماذج والقيم . وتعد التفاعلات البينية بين التلاميذ/ات غنية من حيث بناء نماذج الشخصيات والاختيارات المستقبلية . |
نمط من التعليم يتم خارج المؤسسة التعليمية إما بشكل متزامن : أي عبر منصات رقمية يتم فيها بث الدرس في الهنا والآن . أو بشكل متعاقب أي عبر مواقع أو برامج تلفزية أو على قنوات رقمية أو مواقع التواصل الاجتماعي أو التراسل الفوري ، يتيح للتلاميذ/ات الولوج إلى الدرس حسب رغبتهم/ن حيث لا يخضع لإكراه الزمن والمكان والمؤسسة ، لكن تُفتقد فيه تلك العلاقات المباشرة الحاصلة في الفصل الدراسي وكثيرا ما يشكو الآباء والمدرسون/ات ضعف انضباط وانخراط التلاميذ/ات . وقد يكون هذا التعلم بالصورة والصوت أو بالصوت فقط حسب العقدة البيداغوجية والإمكانات التقنية المتوفرة .ومن عوائق هذا النمط صعوبة ولوج الجميع إليه لشروطه التقنية والمادية. |
الشروط | ||
ـ ممارسة التعلم الذاتي يتم في أي مكان وأي زمان حيث لا يخضع إلا لشروط تنظيمية متعلقة بالصحة النفسية والجسدية للمتعلم/ة ( ساعات النوم – فترات الاستراحة والترفيه – فترات الحياة الاجتماعية الأسرية ..) ـ الالتزام بإنجاز الأنشطة والتمارين والتطبيقات التي يتم إعطاؤها من طرف المدرس/ة سواء بمناسبة التعليم الحضوري أو عن بعد . لأن أي خلل في الانجاز يؤثر على إيقاع الحصة الموالية ودرجة استيعاب الدروس ؛ ـ ضرورة تدبير الزمن المخصص للتعليم الذاتي أولا بتقسيمه إلى فترات من العمل المسترسل والذي لا يقل عن 30 دقيقة من أجل مزيد من التركيز وبناء المكونات ، وفترات للاستراحة البينية . وثانيا الاحترام التام للإيقاع البيولوجي لليوم من خلال الاشتغال في فترات المردود العالي ( مثلا في الصباح وفي نهاية المساء ..) وتلافي الاشتغال في الليل مما يؤثر على إيقاعات التعلم والنوم ؛ ـ عدم التفريط في الحياة الاجتماعية- العائلية والترفيه واللعب لاسترجاع الحيوية والنشاط ؛ ـ الوعي بان التعلم الذاتي يعد مكملا رئيسا للأنماط الأخرى على مستوى بناء مكونات الدروس والاشتغال على تطبيق القواعد والعدد المعرفية والمهارية ؛ ـ حث التلاميذ/ات على التمرن على تسجيل الصعوبات التي تعترضهم/ن في الدفتر المخصص للإعداد وعدم التردد في طرحها على الأستاذ/ة في الحيز المخصص . هذا بالطبع إذا لم تكن هناك إمكانية مراسلة الأستاذ/ة فورا عبر الوسائط الرقمية . ـ يمكن الاعتماد على الكتاب المدرسي كأساس نظرا ليسر التعامل معه والانفتاح على المكتبة المدرسية أو مصادر المعلومات الإلكترونية . | ـ تقليص حجم القسم لاحترام قواعد التباعد الجسدي (مابين 12 و20 تلميذ/ة في القسم الواحد ) وترك مسافة 2 متر على الأقل مابين الأستاذ/ة والصف الأمامي ومتر بين التلاميذ في الاتجاهات الأربع ؛ ـ العمل بنظام التفويج وتقليص الحركة واختلاط جماعات الفصل الدراسي في إطار تنظيم تربوي يضمن تكافؤ الفرص بين الجميع ؛ ـ تقسيم الحصة إلى وضعيات توجيهية ذات طبيعة بنائية أو تركيبية تفرض حضور الأستاذ/ة بمعرفته وخبرته وتأجيل الوضعيات البسيطة والتطبيقية والتمارين .. للتعلم الذاتي؛ ـ تخصيص حيز في بداية ونهاية الحصة للإجابة على الإشكالات المطروحة للتلاميذ/ات أثناء اشتغالهم/ن الذاتي على الدرس من أجل ضمان حضور افتراضي للمدرس/ة حتى خارج حصة التعليم الحضوري ؛ ـ يستحسن أن تخصص فترة البداية لحل قضايا الدرس السابق وهي مناسبة للتقويم التشخيصي ووضع الجميع في نقطة انطلاق واحدة . أما الفترة الأخيرة فتخصص لحل بعض القضايا العالقة في درس اليوم ومناسبة لتوجيه التلاميذ/ات نحو ورشة التعلم الذاتي . ـ من أجل تنظيم هذه العملية بتعين توفر التلاميذ/ت على دفترين أو دفتر واحد مقسم إلى جزأين : ـ الأول لتسجيل الخلاصات والاستنتاجات التركيبية التي سوف تكون موضوع التقويمات . ـ والثاني لأخذ النقط وإنجاز أنشطة التعلم الذاتي وتسجيل الصعوبات والقضايا التي يتعين طرحها على الأستاذ/ة سواء في الحضوري أو عن بعد إن كانت الشروط التقنية تتيحها . يمكن الاستغناء عن الدفاتر الورقية واستعمال صفحات الحاسوب أو اللوحة أو الهاتف لهذا الغرض من أجل تواصل أفضل مع الأستاذ/ة . | ـ تقليص الحيز الزمني كي يتساوق مع الوصلات والكبسولات الدراسية بحكم عدم وجود تفاعل بين طرفي العملية التعلمية ؛ ـ تتحول الحصة الدراسية من ساعتين إلى حوالي النصف حيث تكون عبارة عن عرض سمعي بصري وفق شروط تقنية مضبوطة : الحصة =( 26 د)؛ ـ التوفر على ربط بالأنترنيت وجهاز مستقبل ( حاسوب – لوحة – هاتف ..) أو التقاط قنوات تلفزية من أجل الاشتغال على المنصات الرقمية للتعلم من قبيل Timidtice - والأقسام الافتراضية Teams وغيرها ؛ ـ تهيئ الوضعية التعلمية قبليا من أجل التمكن من مسايرة إيقاع عرض الأستاذ/ة الذي يتعذر التفاعل معه في الكثير من الأحيان بحكم ضيق الوقت وطبيعة البت ؛ ـ توفير الشروط التقنية ( الصوت – الصورة – الصبيب – الرصيد ..) والشروط الوضعياتية ( المكان – الزمن – الجو المناسب للتعلم والتركيز – عدم تكليف التلميذ/ة أثناء الحصة بمهام أخرى ..)؛ ـ التمرن على تقنية أخذ النقط من أجل استرجاع وتركيب الدرس للبحث في الصعوبات ( مصطلحات – قواعد ..) وتسجيل العقبات لطرحها أثناء الحصة الحضورية إن كان الأمر يتعلق بإمكانية التعليم بالتناوب كخيار ؛ ـ خلق إمكانيات التسجيل والتخزين على مستوى المؤسسة من أجل إعادة إرسالها للتلاميذ/ات في وضعيات خاصة أو تحميلها عبر حوامل رقمية سهلة الولوج كالمفاتيح والأقراص المدمجة .
|
الأجرأة | ||
ـ من الناحية العملية – الإجرئية ضمن هذه الظرفية فهو لحظة سابقة على الأنماط الأخرى لأنه يتيح الفرصة للتلميذ/ة أن يخطو الخطوات الأولى لولوج موضوعة التعلم من أجل مساعدته على مسايرة الإيقاع السريع الناتج عن تقليص زمن التعلمات ضمن النمط ألأول ؛ ـ يتم هذا النمط خارج إكراه الزمن والمكان والمؤسسة حيث يعتمد على الانضباط الذاتي للتوجيهات والمهام التي يتكلف يها التلميذ/ة أثناء محطات اللقاء مع الأستاذ/ة ؛ ـ من آلياته ألأساسية الاعتماد على التدوين عبر الأثر المكتوب أو استقبال وإنتاج وثائق إلكترونية عبر البريد أو وسائل التواصل الاجتماعي . ويعوض التدوين هنا خطاب الأستاذ/ة الملحاح في الفصل الدراسي عبر آليات تكرار المهام والوضعيات التعلمية من قبيل ( انتبهوا !! سجلوا !! أنجزو !!...) وكلها وضعيات مفتقدة هنا حيث يبقى التلميذ/ة في مواجهة الدرس وحيدا لا يملك من الطريق إلا التمارين والتوجيهات التي حصل عليها من الأستاذ/ة.. هنا تبدو الأهمية البالغة للتوفر على دفترين أو دفتر واحد مقسم إلى جزأين من أجل الرجوع الدائم للتوجيهات ؛ ـ طريقة الاشتغال :
| ـ يمكن تدبير الدرس ضمن هذا النموذج مثل ما كان يتم في إطار القسم العادي لكن مع تغيير على مستوى الحيز الزمني وعدد التلاميذ/ات ؛ ـ حجم القسم المخفف مساعد على التعلمات لكن تقليص الحيز يؤدي إلى شعور الأستاذ/ة بعدم إتمام مفردات وأنشطة الدرس كما يراها مسطرة في الوثائق المرجعية ومنهاج المواد الدراسية ؛ ـ يتعين التأقلم مع هذه المتغيرات الجديدة على مستوى تخطيط الدرس حيث يتعين إعادة بناء الدرس وفق خطة تروم تحقيق ما يلي :
ـ تقديم الدرس :
ـ مجريات الحصة الدراسية :
ملحوظة : يكلف التلاميذ/ات بإنجاز المحطة الموالية في نهاية كل حصة سواء بشكل مباشر أو عبر إرسال المهام عبر وسائل التواصل المتفق عليها .
| ـ تنص الوثائق المرجعية أن التعليم عن بعد هو الأساس في ظل الجائحة سواء كانت الحالات كثيرة أو متوسطة أو قليلة كما تم التوافق عليه في الفترة الأولى للحجر الصحي؛ ـ في مستهل السنة الدراسية وفي بداية كل حصة دراسية يتعين تخصيص لحظات للتوعية والتحسيس والرفع من معنويات التلاميذ/ات عبر تحفيزهم على احترام التدابير الصحية والثقة في النفس لتجاوز الضغط النفسي الذي خلفته فترة الحجر الصحي ؛ ـ يتم هذا الشكل من التعلم إما بشكل آني أي أن المؤسسة توفر مسطحة أو قناة خاصة بها يتم من خلالها التعلم عن بعد ، أو بشكل غير آني مثل ما تقترحه منصات وزارة التربية الوطنية أوغيرها . ولكلا الطريقتين منهجية خاصة بتعين التكيف معها ؛ ـ تستهل السنة والحصص الدراسية بتأطير منهجي يشتمل على :
ـ تقديم الدرس :
ـ مكونات الكبسولة :
ملحوظة : يكلف التلاميذ/ات بإنجاز المحطة الموالية في نهاية كل حصة سواء بشكل مباشر أو عبر إرسال المهام عبر وسائل التواصل المتفق عليها .
|
المخرجات | ||
|
|
|
مراجــــع
ـ وزارة التربية الوطنية ، المذكرة 39/20 بتاريخ 28 غشت 2020 .
- الضاقية ،ع ، أنشطة التقويم ضمن تجربة التعليم عن بعد : نموذج مادة الاجتماعيات ، الجريدة التربوية – العدد83 – ماي 2020 .
- حمود ، م ، 2004 ، المعرفة بين خطابي النقل الديداكتيكي والتبسيط العلمي ، منشورات الجمعية المغربية لمفتشي التعليم الثانوي ، الدار البيضاء .
- Bureau de soutien a L’enseignement ,Concevoir et produire un cours a distance ,Guide , Université Laval , Mai 2017 .